بسم الله الرحمان الرحيم
كيفكم ان شاء الله طيبين
هاليوم موضوعنا عن :_
الكلام والصمت سلاحان من اسلحه الانسان
سأترككم مع فهرس موضوعنا لهذا اليوم , ثم ننتقل إلى أجزاء الشرح ^_^
تابعوني .... ~
هنا ستتعرفون على أجزاء موضوعنا لهذا اليوم ^^
تفضلوا ...
1- نبذة بسيطة عن الموضوع
2- بداية الموضوع
3- الكلام ( بجميع أجزائه كما سترون من خلال الشرح )
4- الصمت ( بجميع أجزائه كما سترون من خلال الشرح )
5- تذكير مهم للجميع
6- ملاحظات هامة
7- الخاتمة
كما ترون لدينا 7 أجزاء رئيسية ^^ لكن ستندهشون من عدد الفواصل ...
مجموعهم يساوي 22 فاصل الكلام , فالنبدأ و على بركة الله ^_^
موضوعنا هذا اليوم يتحدث عن شئ مهم في حياتنا ...
الكلام و الصمت , ما هو الكلام و ما هو الصمت ؟
سأبدا بشرح كل شئ عنهما , من بداية الموضوع إلى نهايته , سأخبركم بنشأة أصول الكلام و الصمت و أدخل بعد ذلك بالشرح ..
أهم شئ من هذا الموضوع , هو معرفة فوائد و أضرار كلاً من الكلام و الصمت , سيجعلكم تنظّمون حياتكم أكثر و يفيدكم ^_^
على الأقل , عندما يأتي يوم القيامة نكون مستعدين له و قد تخلصنا من العديد من الذنوب ^^
ستفهمون قصدي من خلال الموضوع ... ^^
سننتقل الآن إلى بداية الموضوع و بعدها ننتقل إلى شرح كل شئ ^_^
في قديم الزمان , اشتُهر 4 شعوب من بين كل الدول ., كانت هذه الشعوب تتميز بأشياء جعلتها من أرقى الشعوب حينها ...
تمثلت فيهم الحكمة لكن من جوانب مختلفة ~
حيث أن الحكمة نزلت على ....
رءوس الروم , و قلوب الفرس , و أيدي الصين , و ألسن العرب !
فقد
اشتهروا الروم بالتعقل و التفكير , و الفرس اشتهروا بالأحاسيس و المشاعر و
الفنون , و الصين اشتهروا بالعمل , أما العرب اشتهروا بالفصاحة و البلاغة و
قوة البيان ...
حديثنا اليوم سيدور حول العرب , تميز العرب في
البلاغة و الفصاحة دفعهم إلى إحتلال مكانة عالية بين الشعوب الأخرى , حيث
أنهم كانوا أساتذة اللغة و البيان و اللسان و كل ما يتعلق بالكلام و
مشتقاته , لذلك سأقوم بإخباركم جميعاً عن شئ مهم لدى العرب و كانوا يقدرونه
كثيراً " الجمع بين الكلام الصمت " لو اجتمعا في إنسان واحد فهو يعتبر من
أرقى الأشخاص !
سأبدأ أولاً بشرح الكلام و كل ما يتعلق به ... تابعوني ^^
هنا سوف أقوم بشرح كل شئ عن أهمية الكلام و دوره و كل ما يخصه بالنسبة للعرب .
لقد اهتم العرب كثيراً بمضمون الكلام في حياتهم , و من خلال القراء التالية ستعرفون كيف كانوا يقدرون هذا الشئ ~
سأضع الآن فهرساً ليوضح أجزاء الفرع الرئيسي الأول ( الكلام ) ...
1- رأي حكماء العرب بالكلام
2- الكلمة في حياة الإنسان
3- أنواع الكلام
4- شروط الكلام
5- جمال الرجل وراء لسانه
6- القلب محل اللسان
7- أثر الكلمة في السياسة
8- أقوال عربية
سنبدأ خطوة بخطوة بالموضوع ^_^
و صدقوني , مع إستمرار القراءة ستستفيدون كثيراً من الموضوع
و أعتقد أنه سينظم حياتكم كثيراً ^^
تابعوني ... ~
كما ذكرت سابقاً , الحكمة نزلت على ألسن العرب , حيث اشتهروا بفصاحة اللسان .... إلى آخره ~
لذلك
كان يرى حكماء العرب أن الكلام هو عبارة عن ترجمة لشخصية المتحدث , فمن
خلال الكلام تتضح شخصية المُتكلم , و يعبّر ذلك عما في داخله و عما يخفيه
ضميره سواء بالخير أم بالسوء ..
و يكشف عن أسرار الإنسان و نيته , لكن
مشكلة الكلام أنه لا يعطي للمتحدث فرصة بإرجاع ما حصل , فلن يستطيع أن
يسترجع شئ سئ قاله ليبرره أو حتى ليرد كلمة ما قالها , لذلك أصاب العرب
عندما قالوا ان " الكلام ترجمة لشخصية المتحدث "
بالفعل , فهو يعبر عن ذلك الشخص هل هو صالح أم لا , و يكشف كل جوانب شخصيته ليتعرف عليه الناس !
كان جميع العرب يدركون أن الكلمة لها دور مهم في حياة الإنسان ,
و قد بنوا هذا التأكيد على أساس ما قاله رسول الله - صلى الله عليه و سلم - عندما نصح معاذ بقوله ..
" سالم ما سكت , فإذا تكلمت فعليك أولك "
و هذا معناه أن الكلام من عمل الإنسان , و واجب عليه إذا قرر أن ينطق , فيجب أن يحرص على ألا يكون كلامه إلا بالخير ,
و إلا فاليسكت ليتجنب المشاكل ...
فالكلمة سلاح ذو حدّين , إما معك , و إما ضدك , فكل ما ستنطق به ستحاسب عليه يوم القيامة , و عندها سيكون لسانك أمام خيارين ..
إما يشهد لك , أو يشهد ضدك , لذلك كل ما يقوله الإنسان يجب أن يكون بحرص و بالخير فقط , و إلا ففي سكوته أمان له .,
حتى يتجنب كل المشاكل , و أيضاً كل الذنوب التي سيأخذها ~
فعندما ينطق المتحدث بكلمة ما , ستحكم هي عليه , أكثر مما , سيحكم هو عليها !
قام العرب بتقسيم الكلام إلى فرعين ...
لكل فرع خصائصة ~
1-
الفرع الأول هو الكلمة المحكومة المعقولة : تكون الكلمة طيبة , عندما توضح
خيراً , أو تبعد باطلاً , أو تنشر حكمة , أو تذكر نعمة .
2-
الفرع الثاني هو الكلمة الهوجاء الطائشة : تكون الكلمة سيئة , عندما تكشف
عن جهل , أو تسبب ضرراً , أو تذيع سراً , أو تتلف نفساً .
فالنشرح الآن كل فرع ...
الفرع
الأول يخص الكلام الطيب , عندما يتكلم الإنسان بالخير , أو لكي يدحض
باطلاً , أو ليخبر الناس و ينفعهم بحكمة ترشدهم في حياتهم و تنير لهم
طريقهم , أو عندما يذكر نعمة من نعم الله - عز و جل - لكي يهتدي الناس بها ~
بمعنى آخر , إذا كان الكلام يحث على جلب منفعة للناس إذاً فهو كلام طيب ~
أما
الفرع الثاني يخص الكلام السئ , عندما يكون الكلام بلا قيمة , و يسبب أذية
الناس سواء بقصد أو بدون قصد , أو عندما تذيع سراً من أسرار الناس و منها
الفتن أيضاً , فهذا من أكره الأشياء عند الله , أو عندما تجعل أي إنسان
يبتعد عن طريق الهداية و يدخل في طريق ليس له هدف ~
بمعنى آخر , إذا كان الكلام يحث على جلب أي نوع من الأضرار للناس إذاً فهو كلام سئ ~
بما ان العرب تميزوا بقوة اللسان , فقد وضع الحكماء شروطاً معينة للكلام لكي يكون معقولاً و محكوماً
كانت هذه الشروط يتّبعها الناس و كانوا يصدقون كل ما يقوله العرب لذلك كانوا يسيرون بإنتظام ...
1- أن يكون الكلام لجلب منفعة أو دفع مضرة .
2- أن يأتي المتحدث بالكلام في موضعه , و يقصد به صلب الموضوع ليس أكثر ولا أقل .
3- أن يقتصر من الكلام على قدر الحاجة إليه و عدم اللجوء إلى الثرثرة فهي بلا قيمة .
4- أن يتخير المتحدث الألفاظ التي ينطق بها , فتكون طيبة , لأنها برهان على أصل الإنسان .
من هذه الشروط نجد أن العرب كانوا مُحقين في كل شرط وضعوه , فهم يستحقون ألقابهم ,لأنهم فعلاً لم يتركوا لنا مجالاً للشك بهم ~
كانوا
دائماً يقتنعون بأن اللسان هو عنوان الإنسان , حيث أنه يخبرهم
بشخصية الإنسان و ما بداخل قلبه و يكشف لهم عن مجهول ضميره !
أكد
حكماء العرب أن جمال الرجل له علاقة بفصاحة لسانه و رجاحة عقله , فقد
استندوا إلى ما دار بين الرسول - عليه الصلاة و السلام - و بين عمه العباس
حين قال الرسول لعمه في يوم ما...
" يعجبني جمالك "
فقال " و ما هو جمال الرجل يا رسول الله ؟ " فأجابه " لسانه "
و
من هنا أخذ العرب بتأكيد أهمية صلة اللسان بالعقل , حيث أنهما يصوران جمال
الرجل أمام الناس , فبوجود عقل مفكر يجب أن يصاحبه فصاحة اللسان , فكل ذلك
يترجم عما بداخل الشخص .
هناك قول قديم قاله المدير العام بن أبي طالب - رضي الله عنه - و كان محتواه ...
" لسان العاقل وراء قلبه , و قلب الأحمق وراء لسانه "
و
معنى هذا القول أن العاقل لا يطلق لسانه بالكلام إلا بعد تفكير و هدوء , و
مراجعة الأفكار , و بهذا لا يقع في الأخطاء و يسلم من الزلل ~
أما
الأحمق فإنه يسرع بالكلام دون تفكير أو روية , فلا يجني من ذلك غير سقطات
لسانه و فلتات كلامه التي سبقت مراجعة فكره , فتكثر أخطاؤه ~
و من هنا
كان لسان العاقل تابعاً لقلبه حيث أنه لا يفعل شئ إلا بعد تفكير و روية ثم
ينطق بالكلام الذي يريده , أما الأحمق فقلبه هو التابع للسانه , حيث أنه لا
يعلم شئ بل يتكلم بتسرع فلا يجني شئ من كلامه سوى المذلة !
كان
كلّاً من بلاغة اللسان و قوة البيان و سحر الكلمة , شروطاً أساسية تتوافر
في السياسي الناجح , و من بين كل الصفات , كان لا بد من تميز السياسي
بفصاحة لسانه , فيأتي بالكلام في موضعه
, لأن تقديم ما يجب تأخيره يعتبر
عجلة و تسرع , و تأخير ما يجب تقديمه يعتبر عجز و عدم تقدير , و لهذا كانت
الكلمة تجعل من السياسي الناجح رجلاً حكيماً يعرف كيف ينطق و متى ينطق و
متى يصمت ليتجنب الأضرار , فالإتيان بكل كلمة في موضعها شئ مهم جداً لنجاح
السياسي و كل الناس أيضاً , فالتحدث بغير فائدة أو إلقاء الكلام في غير
موضعه لا يفيد , بل يضر أكثر مما هو متوقع !
سوف أذكر لكم بعض الأقوال العربية التي توضح أهمية الكلام لكن بشرط , أن يكون طيباً و في موضعه ليكون ذو قيمة ^^
تفضلوا بعض الأقوال ثم سأنسبها لأصحابها , ثم سأشرحها ...
1-
" تكلم حتى أراك " هذا القول لسقراط ( من أشهر فلاسفة اليونان ) و قد قاله
لشاب كان يطيل الصمت , و معنى القول أنه يجب على ذلك الشاب أن يتكلم حتى
يكشف عن شخصيته بكل حوانبها فاللسان عنوان الإنسان يخبر الناس بما يحتويه
قلب كل إنسان و ليس كافياً المظهر فقط !
2- " تكلموا تُعرفوا ,
فإن المرء مخبوء تحت لسانه " هذا القول لالمدير العام بن أبي طالب - رضي الله عنه - و
معناه أنه إذا تكلم الإنسان فسيعرف الناس شخصيته و يشكفون غموضه و سر نيته
, و كان الإنسان مثل الكتاب المُغلق أثناء صمته , فإذا تكلم أصبح مثل
الكتاب المفتوح !
3-" رحم الله من قال خيراً فغنم , أو سكت فسلم "
هذا القول لرسول الله - صلى الله عليه و سلم - و معانه أنه عندما يتكلم
الإنسان فيجب أن يكون ذلك بالخير كي يرضى الله عنه , و إلا ففي سكوته سلامة
له و تجنب لغضب الله عليه !
4- " من لم يعد كلامه من عمله كثرت
خطاياه " هذا القول لعمر بن عبد العزيز , و معناه أن الإنسان إذا لم ينظر
إلى كلامه على أنه عمل سيُحاسب عليه يوم القيامة , فسيخطئ كثيراً , لأن
الكلام من عمل الإنسان و لذلك يجب على الجميع أن يحرصوا على ألا ينطقوا إلا
بالخير , " فلا يكب الناس على وجوههم في نار جهنم إلا من حصائد ألسنتهم ! "
5-
" كفى بالمرء عيباً أن تراه له وجه و ليس له لسان " هذا بيت شعر لأحد
الشعراء , و هو يدل على أهمية اللسان و وصفه كمقوم من مقومات الشخصية (
مقوم = شئ يدل على شخصية الإنسان ) !
هذه بعض الأقوال العربية
الخاصة بالكلام , و التي توضح أن الكلام مهم في حياتنا لكن بالقدر اللازم
فقط , لكن يجب أن يكون الكلام تابعاً للشروط التي وضعها حكماء العرب , و
ذلك لكي يكون معقولاً ~
لم يترك حكماء العرب شيئاً إلا وفعلوه , قاموا بكل ما يجب فعله بالكلام , لذلك قاموا بوضع شروط خاصة بالصمت ~
اتبع
الناس هذه الشروط كي يعرفوا متى يصمتون و بهذا كانت حياتهم منظمة و لم يكن
يظهر بينهم أي ثرثار بكلامه عديم الفائدة إلا نادراً ...
1- ان يكون صمت الإنسان هدفه إبعاد أي ضرر يأتيه من كثر كلامه .
2- أن يكون صمت المتحدث في مكانه , حيث أنه لم يصمت ليخفي شراً قد يصيب غيره .
3- إلتزام الصمت يكون فقط من أجل التفكير و إنتظار موعد الكلام لكي يقوم المتحدث بإخبار الناس بما يريده عندما يحين وقته .
4- إذا لم ينفع الكلام و كان سيجلب لأي شخص مضرة , فالأفضل أن يصمت المتحدث ليضمن سلامته و سلامة غيره .
إذا تكلم الإنسان إذاً فالينطق بالخير , و إلا فاليصمت ليأمن شر كلامه ~
لا
تدعوا كلامكم يكسبكم الذنوب التي تستطيعوا أن تتجنبوها بسهولة , تكلموا
بالخير فقط لا غير , و إلا فالسكوت سيضمن سلامة كل شئ قد تنطقون به !
لم
يكن العرب يحبون الإسراف في الكلام , بل كانوا يتبعون الأساليب الموجزة , و
أيضاً كانوا يتكلمون بمنفعة الناس و ليس للتفاخر , فقد كانوا ينظرون إلى
الشخص الذي يُعجب بكلامه و يكثر فيه أنه قد أصيب في عقله ~
بالإضافة إلى
أن المسرف في الكلام كثير الخطأ , مما يوقعه في المذلة الدائمة , و لذلك
كان العرب يضيقون ذرعاً بالثرثار و لا يحبون من يكثر كلامه !
سوف أذكر لكم بعض الأقوال العربية التي توضح أهمية الصمت لكن بشرط , أن يكون لازماً في ذلك القت لتجنب الوقوع بخطأ الكلام ^^
تفضلوا بعض الأقوال التي تخص الصمت ...
1-
قام أحد الأشخاص بسؤال أحد حكماء العرب " متى أتكلم ؟ " فقال " إذا اشتهيت
الصمت " فسأله مرة أخرى " و متى أصمت ؟ " فقال " إذا اشتهيت الكلام "
معنى
هذا القول أنه لا يجب على الإنسان أن يندفع بالكلام إذا أراد الحديث , بل
يلتزم الصمت إلى أن يحين موعد كلامه ففي الصمت هيبة + إذا اشتهى الصمت في
موعد كلامه فسيكون كلامه موجزاً و ذو قيمة و يصيب صلب الموضوع !
2-
" إذا كان الإيجاز كافياً , كان الإكثار عياً , و إن كان الإكاثر واجباً ,
كان التقصير عجزاً " هذا القول لـ جعفر بن يحيى , و معناه ... أنه إذا كان
قصر الكلام كافياً للمتكلم فيجب أن يتوقف عن الكلام لأن كثرة الكلام ستكون
مذلة , أما إذا كان الإكثار بالكلام مفيداً و يجب أن يقول المتكلم كل شئ
يريده لينفع غيره فيجب أن يكمل حديثه , أما إذا توقف عن الكلام فسيكون قصر
كلامه عجزاً له و بيان على ضعفه و مذلته !
و من هذا نستفيد أن خير الكلام ما قل و دل ~
3- " بكثرة الصمت تكون الهيبة " هذا القول للإمام المدير العام - رضي الله عنه - و معناه , أن اصمت الإنسان يجلب له الهيبة و الإحترام !
4-
" من أطال صمته اجتلب من الهيبة ما ينفعه , و من الوحشة ما لا يضره " هذا
القول لأحد الأدباء , و معناه , أن صمت الإنسان بقدر إلتزامه له فسيجلب له
الهيبة ويجعل الناس يقدرونه و يحترمونه + سيبتعد عن كل الأضرار التي قد
تصيبه من كلامه !
5- " عي تسلم منه خير , من منطق تندم عليه " معنى
هذا القول , أنه يجب على الإنسان أن يقتصر من كلامه على ما يفي بالغرض و
يقيم حاجته من الكلام ~
هذه بعض الأقوال التي تخص الصمت , و التي تبين أهميته , لكن يجب أن يتبع شروط الصمت لكي يكون الصمت نافعاً لصاحبه و لمن حوله ~
بعد الإنتهاء من الجزء الخاص بالكلام , فقد تم شرح كل شئ يتضمن الكلام و مشتقاته , لذلك في هذا الجزء سأنتقل إلى الصمت ~
سأشرح كل شئ خاص به أيضاً ^_^
هذا فهرس لأجزاء الصمت ...
1- رأي حكماء العرب بالصمت
2- أنواع الصمت
3- شروط الصمت
4- نظرة العرب إلى الثرثار
5- أقوال عربية
فالنبدأ بأول جزء الآن , إن شاء الله ستعرفون أهمية الصمت عندما يكون ضرورياً ^_^
تابعوني .... ~
على
قدر ما كان يقدرون العرب الكلام الطيب و الذي يكون غرضه جلب الفوائد , فقد
كانوا يقدرون الصمت أيضاً , بل كانوا يعتبرونه ميزة عند البعض ...
عندما
كان يجتمع بعض الناس و يبدأوا بالكلام , فعند رؤية شخص ما يلزم الصمت ,
كانوا يقدرونه كثيراً , بل و يجعلوا له هيبة كبيرة في صمته و كأنه إنسان
غامض ذو مكانة راقية و هيبة عظيمة ( و العظمة لله وحده ) و كانوا ينتظرونه
بفارغ الصبر ليبدأ بالحديث كي يكشف عن نفسه ~
حتى لو كان إنسان
ليس له شأن و لا يعلم أي شئ , لكن في سكوته كان يجعل الجميع يحترمونه و
يقدرونه , و كانوا ينتظرون فقط إذا أشار إلى شئ أطاعوه بسرعة كبيرة , لذلك
كان يلزم بعض الناس الصمت لكسب إحترام الآخرين .
لكن هناك أيضاً من
كان يأخذ من الصمت سلاحاً له , فكان يتريث و يهدأ و يفكر ثم يرمي بكلامه
ليصيب موضعه فيجلب من الناس الهيبة و الإحترام و التقدير , و يمنع عن نفسه
سوء الكلام و المذلة ~
مثلما قام حكماء العرب بتقسيم الكلام إلى فرعين , فقد قاموا أيضاً بتقسيم الصمت إلى فرعين ...
و على أساس هذين الفرعين كان الناس يحكمون على بعضهم ~
1-
النوع الأول , الصمت الذي يدل على قدرة و كفاءة صاحبه , حيث أنه يجلب
لنفسه ما يستطيع من الهيبة , و يلتزم الهدوء و التفكير إلى أن يحين موعد
كلامه فيقوم بإطلاق لسانه ليضع الكلام في موضعه و يصيب الهدف , و بهذا يدل
على قوته و حسن تعامله و دقته ~
2- النوع الثاني , الصمت الذي
يدل على الضعف و العجز , فكان يمنع صاحبه من الإفصاح عن رأيه , بل و يمنعه
من مواجهة الناس بما يريده من الكلام , و كأنه خائف أن يتكلم لذلك يلزم
الصمت , و هذا يكسبه المذلة و يعبر عن شخصيته الضعيفة , و عدم قدرته و
كفاءته ~
لذلك ليس كل إنسان يلزم الصمت يجلب لنفسه الهيبة , فهناك
أوقات يجب أن تلزم الصمت فيها كي تجلب الإحترام لك و تنتظر عندما يحين موعد
كلامك لكي تصيب الهدف بما ستنطقه , أما إلتزام الصمت دائماً فلن يكسبك سوى
الضعف أمام الناس !
في
هذا الجزء , اردت أن أذكر الجميع ببعض الأقوال التي كتبتها بالموضوع , و
ذلك لأدل على الفائدة من الموضوع , و لأن هذا الجزء أكثر أجزاء الموضوع
إفادة , فقد يجعل الكثيرين ينظّمون حياتهم و طريقة كلامهم ^^
1- "
سالم ما سكت , فإذا تكلم فعليك أولك "عندما تريدون أن تنطقون بالكلام ,
فأدّوا واجبه كاملاً , و انشروا الخير , و إلا ففي السكوت سلامة لكم خير من
الوقوع في شر كلامكم !
2- " الكلام من عمل الإنسان "سيشهد
لسانك في يوم القيامة إما معك , و إما ضدك , لذلك فاليعمل كل إنسان على أن
يحرص ألا ينطق إلا بما يفيد أو بما يبعد الضرر !
3- " خير الكلام ما
قل و دل "لا يجب الإكثار من الكلام , فكلما كان القول موجزاً و مقتصر على
الهدف منه , فسيفي بالغرض , أو فإن الإكثار من الكلام واجب في حالة أنه يجب
الإكثار منه و التقصير فيه غير مسموح !
4- " تكلم عندما تشتهي
الصمت , و اصمت عندما تشتهي الكلام "إن الصمت يجلب الهيبة + هدوء العقل و
طول التفكير يمنع الوقوع في الخطأ , لذلك فاليحرص كل شخص على ألا يتكلم إلا
عندما يطيل صمته و يأخذ راحته بالتفكير حتى يلقي كلامه ليصيب الهدف , و
ليصمت الإنسان عندما يريد التحدث حتى لا يقل في ذل لسانه من كثر كلامه !
5-
" لا يكب الناس على وجوههم في نار جهنم , إلا من حصائد ألسنتهم " فاليأخذ
كل إنسان حذره من كل كلمة ينطق بها فهي ستحكم عليه أكثر مما سيحكم هو عليها
, و قد تؤدي به إلى دخول نار جهنم بسبب كلامه , لذلك فالينظر كلٌ منكم إلى
ما يقوله على أنه عمل سيحاسب عليه !
1-
قوموا بالتوقف بضع دقائق , و التفكير فيما سأقوله الآن , ألا تلاحظون ان
مضمون الموضوع هو ما يحدث في حياتنا من ناحية الكلام ؟ عندما يكثر الشخص في
الكلام , نصاب بالملل منه و ننعته بالثرثار و أحياناً نتهمه بالجهل , و
عندما نتكلم على قدر الحاجة و نضع الكلام في موضعه نجد ان الأشخاص من حولنا
يشكرونا و يمدحوننا بحسن إلقاء الكلام و دقتنا فيه !
2- و أيضاً
بالنسبة للصمت , عندما تسيرون في طريقكم و قابلتم شخصين , احدهما صديقكم و
الآخر شخص غريب لا تعرفوه , و تلاحظون ان ذلك الغريب يلتزم الصمت , فماذا
سيكون شعوركم تجاهه ؟ فالنفكر سوياً .. ستحسون انه غامض قليلاً , بمعنى آخر
لن تعرفوا شخصيته , هل هو شخص طيب أم لا ؟ و عندما تكلموه فإنكم تكلموه
بإحترام لعدم معرفة شخصيته ؟ ألم يجلب الهيبة و الإحترام لنفسه بصمته هذا
^^ ؟ أرجو أن الفكرة قد وصلت إليكم ^_^
3- فواصل الموضوع من تصميمي الشخصي ^_^
4- جميع حقوق كتابة الموضوع + تنسيقه تابعة لصاحب الموضوع الأصلي و لمنتدى مكسات !
و لمن يريد النقل , فأرجو ذكر المصدر ^_^
5-
أي إستفسار أو شئ غير مفهوم بالموضوع فأرجو إخباري به و سأشرحه هنا ^^ و
أرجو أن تكون فكرة الموضوع قد وصلت إلى الجميع , فأنا لم أرد الدخول في غرض
الموضوع إلا من خلال هذا الشرح المفصل لأصول الكلام و الصمت ...
و الغرض هو ~ تجنب المشاكل و الذنوب !
أتمنى أن موضوعي قد أفاد الجميع , و أرجو أن يكون الكثيرين قد علموا هذا الخطر الذي يؤدي بنا إلى ...
جلب المشاكل و الذنوب بغير قصد ~
على
الأقل , فالننتبه إلى حياتنا و نجعلها أكثر تنظيماً حتى يحترمنا كل الناس ~
الإبتعاد عن كثرة الكلام + ملازمة الصمت أحياناً , لكن يحب التكلم بما
بفيد الناس , و يجب كسر الصمت عندما يحين موعد الكلام ~
بالختام , أرجو أن الموضوع قد أعجبكم , و يارب يتحسن وضع الجميع ^_^
و أنا جاهز لأي شئ تريدونه ^^
و تذكّروا الغرض الأساسي من الموضوع ^_^
و أهم شئ ..! " لا يكب الناس على وجوههم في نار جهنم , إلا من حصائد ألسنتهم "
ارجو ان يكون موضوعي حاز المدير العام رضاكم وسلامي ختامي
وشكرا لكم ع المتابعه